"الآن لم أعد مضطرة لحمل والدتي على ظهري." الطرق المعبدة تُعيد الكرامة وتُسهّل الوصول الى الخدمات في أفغانستان
  استعادة الحياة بفضل إعادة تأهيل الطرق
لسنوات، كانت شكريا تضطر لحمل والدتها البالغة من العمر ٥٨ عامًا على ظهرها لعبور طريق ترابي ضيق في مدينة مزار الشريف، نظرًا لأن الطريق لم يكن صالحًا لمرور المركبات. جعل ذلك الوصول إلى الرعاية الطبية تحديًا يوميًا. تقول شكريا: "الآن لم أعد مضطرة لحمل والدتي على ظهري." ومع ترميم الطريق، بات بإمكانهم اليوم نقل والدتها مباشرة من باب المنزل إلى المستشفى بأمان وكرامة.
وفي هرات، واجهت صبره تجربة مشابهة عندما فاجأها المخاض، واضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى على دراجة نارية. كان الطريق وعرًا وخطرًا. تقول: "كنت أتألم بشدة، وكل اهتزاز جعلني أخشى فقدان طفلي." لكن بعد إعادة تأهيل الطريق وتزويده بنظام صرف فعّال، أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية أكثر أمنًا وراحة، خاصةً للنساء في حالات طارئة.
أما في ولاية غزني، فقد تأخر وصول زليخا وزوجها إلى المستشفى بسبب الطريق السيئ، مما أدى إلى فقدان الجنين. يقول زوجها: "أُجهضت... وكل يوم أتمنى لو أن الطريق كان أفضل."
هذه القصص ليست سوى لمحات من واقع يعيشه الملايين، حيث يؤثر ضعف البنية التحتية على الحياة اليومية بشكل مباشر. فغالبًا ما يعني الطريق غير المعبد صعوبة الوصول إلى المدارس، والمراكز الصحية، والأسواق، وحتى فقدان الأرواح.
لكن هذه المعاناة بدأت تتغير. اليوم، لم يعد الطريق يشكّل عائقًا كما في السابق. بعد ترميمه، أصبح التنقل أسرع وأكثر أمانًا، مما ساهم في تحسين جودة الحياة وإنقاذ الأرواح. الطريق الجديد يوفّر راحة وكرامة، ويُعيد للناس الأمل.
من خلال مشروع تعزيز القدرة على الصمود وسبل العيش، أعادت اليونوبس تأهيل نحو ٤٠٠ كيلومتر من الطرق الحضرية في أنحاء مختلفة من البلاد، ما حسّن ظروف التنقل لأكثر من ٤٫٣ مليون شخص، نصفهم من النساء. كما ساهم المشروع في توفير فرص عمل مؤقتة لآلاف الأشخاص المحتاجين من خلال برنامج "الأجر مقابل العمل"، مما أتاح لهم دخلًا ودعمًا أثناء الفترات الصعبة.
الطرق المعبدة ليست مجرد بنية تحتية، بل هي شرايين حياة تصل الناس بالخدمات والفرص، وتعيد لهم كرامتهم.
تم نشر هذا المقال أولاً هنا. للمزيد عن عمل الأمم المتحدة في أفغانستان، يُرجى زيارة unsdg.un.org.