في مختلف أنحاء العالم، يبادر الناس لمواجهة أحد أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا: كيف نضمن حصول الجميع، ولا سيّما الشباب والنساء والفئات الهشّة، على فرص عمل لائقة. وفي قلب هذه الجهود، يقود منسقو الأمم المتحدة المقيمون فرق الأمم المتحدة لدعم المبادرات المحلية والتعاون مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
بقيادة منسقي الأمم المتحدة المقيمين، يعمل فريق الأمم المتحدة في البلدان بشكل منسّق لدعم السياسات العامة والمبادرات الوطنية، وتحويل طموحات "الميثاق من أجل المستقبل" إلى تقدم ملموس نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في بنغلاديش، ساعدت منظومة الأمم المتحدة الحكومة على تحديث السياسة الوطنية للتشغيل، مما أدى إلى خلق المزيد من الفرص الرسمية وتعزيز الإدماج. ركزت الجهود على تعزيز المهارات الريادية والزراعية لدى النساء والشباب، خاصة في المناطق الريفية. وبفضل هذه التدخلات، زادت فرص النساء في الوصول إلى وظائف ذات دخل مستدام، كما نمت قدرات الشباب على تأسيس مشاريع صغيرة مربحة.
التسمية التوضيحية: مدرّبة تُقدّم إرشادات لعامل شاب في مصنع ملابس في بنغلاديش، ضمن برنامج تدريبي لتحسين المهارات وفرص التوظيف.
في السلفادور، تمثل السياسة الوطنية للمسؤولية المشتركة في الرعاية نموذجًا رائدًا لتحويل الاقتصاد المحلي من خلال الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر. ومن خلال الدعم الأممي، أصبح دمج أعمال الرعاية في السياسات الاقتصادية ممكنًا، ما أتاح للنساء فرصًا جديدة في العمل والاعتماد الاقتصادي. وتستند هذه السياسة إلى مبدأ "العدالة في الرعاية"، الذي يهدف إلى التوزيع المتساوي لمسؤوليات الرعاية بين الدولة والأسرة والمجتمع.
التسمية التوضيحية: روزاريو، أم مكسيكية، تجمع بين رعاية ابنها من ذوي الإعاقة والعمل من أجل تحقيق دخل مستدام، مما يجعلها مثالًا على الصمود والتمكين الاقتصادي.
أما في جنوب أفريقيا، فقد أبرزت مبادرة "جيل غير محدود" أهمية الاستثمار في قدرات الشباب الرقمية. من خلال شراكات جمعت الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات الأمم المتحدة، تلقى أكثر من ١٦٬٠٠٠ شاب وشابة تدريبًا في المهارات الرقمية وريادة الأعمال. كما شجّعت المبادرة مشاركة الشباب في رسم السياسات المتعلقة بالعمل والمستقبل الاقتصادي، مما ساهم في خلق بيئة أكثر شمولاً وديناميكية.
التسمية التوضيحية: في جنوب أفريقيا، تقود الشراكات بين القطاع الخاص وفريق الأمم المتحدة جهودًا مبتكرة لتمكين الشباب من خلال التدريب الرقمي وبرامج ريادة الأعمال.
من بنغلاديش إلى السلفادور وجنوب أفريقيا، تؤكد هذه المبادرات أن العمل اللائق ليس مجرد هدف إنمائي، بل أداة لإحداث تغيير مستدام وشامل للجميع. ومن خلال التنسيق الأممي المحلي، يمكن تحويل الطموحات العالمية إلى إنجازات ملموسة يشعر بها الناس في حياتهم اليومية.